جلسة حوارية ترصد بدايات الإعلام في الإمارات – شح مصادر البحث في «المرئي» و«المسموع»

5418999
الأخبار

جلسة حوارية ترصد بدايات الإعلام في الإمارات – شح مصادر البحث في «المرئي» و«المسموع»

دبي: «الخليج»

نظم نادي الإمارات العلمي في ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع مركز ديرة الثقافي جلسة حوارية بعنوان «بدايات الإعلام في الإمارات» شارك فيها الإعلامي علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس اللجنة الإعلامية في الندوة والإعلامي عبد الله الجزيري وأدارها الفنان مرعي الحليان.

وحضر الجلسة محمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، وبلال البدور رئيس مجلس الإدارة، ود. صلاح القاسم المدير الإداري للندوة، وأعضاء مجلس الإدارة، ود. حصة لوتاه، ود. عبد الخالق عبد الله، ود. عبد الرزاق الفارس، وجمع من الإعلاميين والمهتمين.

استهل اللقاء مرعي الحليان مؤكداً أن حديث الذكريات عن الإعلام الإماراتي (المكتوب والمقروء والمسموع) أمر مهم يوثق مسيرة المجتمع قديماً، ويبرز المحاولات الفردية لتأسيس فكرة الصحافة أو الإعلام بشكل عام.

أشار مرعي الحليان إلى أن من مارسوا المهنة في بدايات الإعلام بكل تنويعاته كان العمل بالنسبة لهم جزءاً من الحياة الأدبية واستمرارية للإبداع، فقد كان الأدب يطغى على الجملة الخبرية في الكتابة، عكس ما يكتب اليوم من مفردات بعيدة عن جماليات الأدب واللغة العربية، ويبرز هذا في امتهان الكثير من الأدباء مهنة الصحافة خصوصاً باعتبارها تسهم في إثراء أقلامهم وأذواقهم الأدبية.

ونوه إلى أن إمارات ما قبل التأسيس كانت تتهيأ لتلك الانطلاقة الإعلامية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية، فأصبحت دولة تسابق الزمن، فلم تعد هناك 3 صحف بل عشرات الصحف العربية والأجنبية والقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية وغيرها من المنصات الإعلامية، حتى وقتنا الحالي الذي أصبح لكل فرد منصته الإعلامية.

وتناول علي عبيد الهاملي مسيرة الإعلام في الإمارات مؤكداً أن الإعلام لم يؤرخ له بشكل دقيق، وربما كانت الصحافة الإماراتية أكثر حظاً في التوثيق لأنها مادة مكتوبة من السهل الرجوع إليها، ولكن المادة المرئية والمسموعة ضاع منها الكثير ضمن أرشيف الإذاعة والتلفزيون، وأشار إلى أنه يعمل جاهداً لتوثيق تلك المسيرة.

كما أشار الهاملي إلى قلة مصادر الباحث في الإعلام الإماراتي وخاصة المرئي والمسموع، وتحدث عن (الصحافة في الإمارات من البدايات إلى آفاق العالمية) والتي ستحتفل بعد سنوات قليلة بمرور 100 سنة، بدأت عام 1927 بصحيفتي (عمان) و(العمود) اللتين أصدرهما إبراهيم المدفع في الشارقة، وجاء على أسماء شخصيات ثقافية إماراتية بارزة لها دور في هاتين الصحيفتين، كما فصل لكثير من محطات تطور الإعلام المحلي ونشوء الصحف منذ 1933 بصدور صحيفة (صوت العصافير) مروراً ببداية الخمسينات ونشرة (النخي) في العين، وفي عام 1961 صدرت مجلة (الديار العمانية) حتى عام 1963، وصدر منها 6 أعداد أصدرها حميد بن ناصر العويس، وعبد الله بن سالم العمران، وعلي محمد الشرفا، وعمران العويس.

وتحدث عن مرحلة السبعينات التي شهدت الكثير من الصحف بدءاً بجريدة الاتحاد التي صدرت في 20 أكتوبر 1969، وجريدة الخليج التي صدرت في 19 أكتوبر 1970 لصاحبيها تريم وعبد الله عمران، ثم توقفت عن الصدور في 29 فبراير 1972 بعد أن صدر منها (375) عدداً، ثم عادت للصدور في 5 إبريل 1980.

وتابع عبيد الهاملي في التأريخ لصدور الصحف والمجلات المحلية (صحيفة الوحدة في 6 أغسطس 1973 لصاحبها راشد بن عويضة، وصوت الأمة عام 1974 لصاحبها أحمد سلطان الجابر وتوقفت في 17 نوفمبر 1978، وصحيفة الفجر عام 1975 لصاحبها عبيد حميد المزروعي).

وأكد الهاملي أهمية توثيق مسيرة الصحف الأجنبية التي صدرت في الإمارات، منها إماريتس نيوز، وجلف نيوز، وخليج تايمز، وجلف تودي، وذي ناشيونال، وغيرها من الصحف الأجنبية.

وتحدث الهاملي عن الإذاعة والتلفزيون، وذكر أن الإعلام المسموع بدأ في الإمارات بمحاولات فردية وأدوات بدائية مثل «إذاعة دبي من الشندغة» التي أطلقها العميد متقاعد صقر المري عام 1958، كذلك «إذاعة عجمان» التي أنشأها راشد عبد الله بن حمضة العليلي، واستمرت في البث من عام 1961 – 1965.

أما الإذاعات الرسمية فقد بدأت بإذاعة «صوت الساحل من الإمارات المتصالحة» التي أنشأها مكتب التطوير لمجلس حكام الإمارات المتصالحة عام 1964 وبعد توقفها عام 1970، وقد انطلق من خلالها أول صوت إذاعي نسائي، هو صوت حصة العسيلي، وكان من مذيعيها د. أحمد أمين المدني، وخلفان المر، وصابر محمد، وصقر المري، وسعيد الهش، ورياض الشعيبي، وغيرهم.

أما إذاعة أبوظبي فقد بدأت البث في 25 فبراير 1969 وافتتحت بكلمة مسجلة بصوت الشيخ زايد، رحمه الله. وفي عام 1970 انطلقت إذاعة دبي على تردد إذاعة «صوت الساحل» التي توقفت، وفي 31 أغسطس 1972 بدأ بث إذاعة الشارقة التي ضمت إلى وزارة الإعلام في عام 1975، ثم أعيد فتحها في 10 نوفمبر 2000.

واستعرض الهاملي نشوء إذاعات كثيرة في رأس الخيمة 1971، وأم القيوين 1978، وعجمان 2001، والفجيرة 2006، وإذاعة الأولى في 2014، إضافة إلى إذاعات القرآن الكريم وإذاعات الموسيقى.

كما تحدث عن البث التلفزيوني مسلطاً الضوء على تفاصيل كثيرة بدءاً من تلفزيون أبوظبي في 6 أغسطس 1969 في ذكرى عيد الجلوس الثالث للشيخ زايد، ويعتبر أول محطة إماراتية تبث بالأبيض والأسود، ثم تحول في 4 ديسمبر 1974 إلى البث الملون، وفي العام نفسه بدأ بث تلفزيون الكويت من دبي في 9/9/1969، أما تلفزيون دبي فقد بدأ البث في 1974، وتلفزيون الشارقة في 1989، وعجمان في 1998، ورأس الخيمة في 2008، والظفرة في 2010، وبينونة في 2013.

تلفزيون دبي

تحدث عبد الله الجزيري مقدم البرامج السابق في تلفزيون دبي، والذي عمل عند بداية تأسيس إذاعة وتلفزيون دبي مرافقاً لمصور الأخبار في تلفزيون دبي لمعرفته بالشخصيات المحلية المهمة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل مذيعاً في الإذاعة وذلك بعد أن اجتاز اختباراً للقراءة واللغة، وبعد أن عمل مذيع ربط أصبح يقرأ مواجز الأخبار، ثم التقارير الإخبارية العالمية، ثم واصل العمل حتى أصبح مقدماً لبرنامج خاص من إعداده (ما يطلبه المشاهدون)، الذي لاقى نجاحاً متميزاً، وقدم فكرة برنامج منوعات خفيف (صور ومربعات)، وبعدها قدم برامج خفيفة وبرامج خارجية، وكان يشارك في تقديم سباقات الخيول وغيرها من المناسبات.

وفي المداخلات طالب محمد المر كليات الإعلام أن تكلف طلابها من أبناء الإمارات بعمل دراسات توثيقية لمسيرة الإعلام في الإمارات لما لذلك من ضرورة في التأريخ، والحفاظ على الأرشيف الوطني، سواء في الإعلام أو المسرح أو الأنشطة الفنية والثقافية بشكل عام، مؤكداً أن هناك نقصاً وقصوراً في الأرشفة والتوثيق بحاجة إلى تكاتف الجهود لجمع المصادر وإتاحتها للباحثين.

وضم بلال البدور صوته إلى ما ذكره محمد المر من أهمية التوثيق والأرشفة، وأشار إلى نشرة (الديار العمانية) التي صدر منها 6 أعداد، وكذلك مجلة ميد الإنجليزية التي توثق للأسواق الشعبية في الإمارات، وغيرها من المبادرات الفردية المكتوبة أو الشفاهية والتي تتطلب توثيقاً وأرشفة.

وذكرت د. حصة لوتاه أن البدايات رغم ثرائها إلا أنها لم تحظ بتوثيق وأرشفة لعدم اهتمام القائمين عليها أو عدم إلمامهم بما لها من أهمية وضرورة، وقالت: إن المسؤولية الآن أكبر، ولا بد من السعي على جمع ما توفر وما يتوفر سواء الشفاهي أو المكتوب، وأن يتبنى ذلك التوثيق جهة رسمية.

البدايات الحقيقية

أكد الهاملي أن بداية الصحافة الإماراتية الحقيقية تؤرخ منذ 15 يناير 1965 بصدور مجلة «أخبار دبي» وتعتبر المجلة أول من أدخل الألوان في مجال الصحافة في الإمارات، وكانت المتنفس لكثير من كتّاب وأدباء الإمارات، وفي عام 1980 تحولت مجلة «أخبار دبي» إلى نشرة داخلية لمدة ثلاثة أشهر ثم توقفت عن الصدور. وصدرت محلها جريدة «البيان» في 10 مايو 1980. وفي عام 1966 صدرت الجريدة الرسمية لحكومة دبي وينشر فيها المراسيم والقرارات الخاصة بإمارة دبي. وأشار الهاملي إلى مجلات الأندية الرياضية والاجتماعية ومنها مجلة الأهلي، ومجلات الجمعيات النسائية، ومجلة الشروق، وزهرة الخليج، والرياضة والشباب، وماجد، والصدى، وكل الأسرة، ودرة الإمارات، والمرأة اليوم، وبعضها توقف، وبعضها الآخر مستمر في الصدور.